التسول أو الشحادة هي في الواقع من أكثر المهن المحترمة انتشارا في العالم العربي وفي دول العالم الثالث بشكل عام. رأسمالها بسيط يكون أحيانا عبارة عن عاهة خلقية حيقيقة أو اصطناعية كرجل أو يد مقطوعة أو عين مقلوعة أو ما شابه ذلك، يرافق هذا ارتداء المتسول زي العمل الرسمي والذي يكون عادة قندرة عتيقة مفتوحة من الأمام بحيث يخرج منها على الأقل عشرة من أصابع قدميه،طبعا هذا إن لم يكن يفضل السير حافيا، وجلابية مهترئة يكون لونها مائل للبني الداكن مع وجود بقع متفرقة هنا وهناك، وفي بلدان أخرى قد يرتدي الشحاذ بنطال قطع وصل بها شقوق تمتد من الكعب إلى ما فوق السرة وقميص يرجع استعماله لأواخر القرن الثامن عشر.
وأسلوب الشحاد الغربي في الحديث فلن تجد له مثيل من ناحية الذوق والأدب في جميع أنحاء العالم الثالث. عندما تصادف شحاد عربي في الشارع فسوف يهاجمك مستخدما هذه العبارات:
* من مال الله يا محسنين
* الله يخليك عمو بس حق لفة فلافل
* الله يطول عمرك ويبعد عنك ولاد الحرام بس حق لقمة خبز.
* الله يجوزك الله ينجحك الخ الخ
طبعا يغيب عن بال هذا المتسول العربي بأن المواطن الغلبان الذي يشحد منه هو شحاد مثله في أغلب الأوقات، المهم أنك بعد أن تتحنن عليه وتعطيه القرش الذي كنت على وشك شراء عشاءك به، سوف يفر من أمامك كأنك أنت الشحاد وليس هو.
أما الشحاد الغربي فسوف تصادفه جالساً على قارعة طريق باحترام، وعندما تمر بجانبه سيبادرك بتحية طيبة بونجور مسيو وبعدها سيقول لك إذا سمحت هل تحمل عمل معدنية زائدة وبالطبع يقصد نقود من فئة الواحد سنت حتى فئة الأثنين يورو، وغالبا ماتكون النقود المعدنية في أوربا عبئا زائدا تحمله في جيبك فتفرح بوجود شخص يريد أن يخلصك منها فتعطيه إياها بكل سرور، عندها سيشكرك باحترام (ميرسي مسيو بونجورنو، أي شكرا سيدي طاب يومك)، وإن لم يكن معك ماتعطيه فلا تقلق فلن يقول لك غير (ميرسي مسيو بونجورنو).
وبالنظر إلى مكان أو مسرح التسول يمكن أن نرى نوعين:
* التسول الثابت المتسول يحتل مكانًا ثابتًا، ويمد يده طالبًا الصدقة، وغالبًا ما يكون طاعنًا في السن، أو ذا عاهة حقيقية أو مفتعلة، وكثيرًا ما يكون معه طفل أو طفلان في هيئة رثة.
* التسول المتحرك لا يثبت في مكانٍ واحد قاعدًا ، أو واقفًا ولكنه يسعى ، ويتنقل من مكانٍ إلى مكان، وقد تكون مواقع المساجد هي المقصودة أيام الجمع.
أساليب التسول:
* التسول الصريح: يتمثل في شخصٍ يمد يده صراحةً طالبًا الصدقة أو المساعدة بعبارة أو عبارات معروفة مثل: الله يستر على حريمك ويمد يده في وجهك.
* التسول الخفي: يتمثل في شخصٍ مريض أو متمارض يعرض أشياء رخيصة كالأدعية او صورة أسامة بن لادن او الزرقاوي، أو المناديل الورقية، وغالبًا ما يمنحه الناس الصدقة دون مقابلٍ من بضاعته الرخيصة.
إذن يمكننا الاستنتاج أن التسول يشكل ركيزة من ركائز اقتصاديات السوق للمجتمعات الشرق الأوسطية وبالنظر إلى عدد المليونيرية من الشحادين فأنا أقترح على الكليات والجامعات تدريس ماسقات الشحادة 101 والشحادة 102 لعل أن يجد فيها الشباب الواعد مهنة أحلامه. كما أنه من الواجب إنشاء نقابة عامة للشحادين للدفاع عن حقوق ومطالب ومكتسبات الشحادين وللارتقاء بمهنة الشحادة الى المستويات الغربية والعالمية.