تعريف التراث
بمفهومه البسيط هو خلاصة ما خلَفته (ورثته ) الأجيال السالفة للأجيال الحالية .
ومن الناحية العلمية هو علم ثقافي قائم بذاته يختص بقطاع معين من الثقافة (الثقافة التقليدية أو الشعبية) ويلقي الضوء عليها من زوايا تاريخية وجغرافية واجتماعية ونفسية.
استخداماته :
تستخدم مواد التراث الشعبي والحياة الشعبية في إعادة بناء الفترات التاريخية الغابرة للأمم والشعوب والتي لا يوجد لها إلا شواهد ضئيلة متفرقة وتستخدم أيضا لإبراز الهوية الوطنية والقومية والكشف عن ملامحها.
التراث والمأثورات التراثية بشكلها ومضمونها أصيلة و متجذرة إلا أن فروعها تتطور وتتوسع مع مرور الزمن وبنسب مختلفة وذلك بفعل التراكم الثقافي والحضاري وتبادل التأثر والتأثير مع الثقافات والحضارات الأخرى وعناصر التغيير والحراك في الظروف الذاتية والاجتماعية لكل مجتمع.
مواد التراث وأقسامه
أولا: المعتقدات والمعارف الشعبية
ومن أهمها ما يتعلق أو يشاع عن:
الأولياء ، الكائنات الخارقة (فوق الطبيعية) ، السحر ، الأحلام ، الطب الشعبي ، حول الجسم الإنساني ، حول الحيوان ، حول النباتات ، الأحجار والمعادن ، الأماكن غير المأهولة ،الزمن وعلاقته بالظروف السائدة ، الأوائل والأواخر ، الاتجاهات ، الألوان ، الأعداد ، الروح ، الطهارة ، النظرة إلى العالم ، السلوك الفردي والجمعي في المناسبات المختلفة
العادات والتقاليد الشعبية ثانيا :
العادات الشعبية ظاهرة تاريخية ومعاصرة في آن واحد وهي حقيقة من حقائق الوجود الاجتماعي التي تتعرض لتغير وتجدد دائمين تبعا لتجدد الحياة الاجتماعية واستمرارها.
يقول عالم الفولكلور (ريتشارد فايس) في موضوع العادات:
(هناك بعض صور التعبير البسيطة أو وسائل العرض التي تتكرر دائما كعناصر عادة احتفالية ابتداء من اقدم طقوس الإخصاب أو تقديس الموتى حتى احدث عادات الأعياد التي نعرفها، فالممارسات السحرية الريفية القديمة والاحتفالات الحالية في المدن والمواكب الدينية والاجتماعات تستخدم الأشكال نفسها وعناصر العادات نفسها، أما الفارق الوحيد في ذلك فهو المستوى الثقافي التي تظهر فيه العادة والمناسبة التي تستخدم فيها).
السمات الرئيسية للعادات والتقاليد الشعبية :
1)
فعل اجتماعي مرتبط بالجماعة ( تطلبها منه أو تحفزه عليها) .
2)متوارثة ومرتكزة إلى تراث يغذيها ويدعمها
3)قوة تتطلب الطاعة الصارمة والامتثال الاجتماعي
4)مرتبطة بظروف المجتمع الذي تمارس فيه
5)مرتبطة بالزمن والمواقيت ( مثل رأس السنة الهجرية ، عاشوراء ، المولد النبوي ، النبي موسى، موسم الحج ، شهر رمضان ، ميلاد السيد المسيح .....)
6)متنوعة وشاملة للعالم الإنساني وفوق الإنساني كالميلاد والموت والزواج والعلاقات مع الجيران والقرية والمدينة والتقويمات الشمسية والقمرية... الخ. وخلاصة القول ان الوجود الإنساني يفصح عن نفسه في العادات على اعتبار أنها السلاح الذي يواجه به أسرار الوجود ومشكلات الحياة ويدعم بها علاقاته مع مجتمعه.
ثالثا: الأدب الشعبي:
من ابرز موضوعات التراث و أكثرها عراق ومن المسميات التي تطلق عليه: الأدب الشفاهي، الفن اللفظي، الأدب التعبيري.
من أنواع الأدب الشعبي:
1) المثل
2) اللغز
3) النداء كالتبليغ عن موت أو فقد أو طلب عون
4) النادرة
5) الحكاية الشعبية + كقصص ابو زيد الهلالي والبطولات الخارقة
6) السيرة
7) التمثيلية التقليدية
الأغنية - أغاني الميلاد والطهور والزواج والبكائيات
9) الأهازيج والحداء أثناء سفر الحجيج أو الحصاد أو الرعي
10) الأسطورة والخرافة
الثقافة المادية والفنون الشعبية:
أ- الثقافة المادية:هي صدى لمهارات ووصفات انتقلت عبر الأجيال وخضعت لقوى التقاليد المحافظة ومنها طرق:
1)بناء الرجال والنساء لمساكنهم.
2)صنع الملابس
3)إعداد الطعام
4)صيد الأسماك أو الحيوانات
5)حفظ وتخزين الأغذية
6)صنع المعدات والأدوات والأثواب
ب- الفنون الشعبية:
1)مثل الموسيقى الشعبية وتشمل:
a.موسيقى الميلاد، العمل، الغزل، الأفراح، الحج.
b.موسيقى الرقص.
c.موسيقى النداءات والمدائح والابتهالات والأناشيد والسير.
2)فن الرقص ويشمل:
a. رقص مناسبات (جماعي – فردي).
b. رقص مرتبط بالمعتقدات (ذكر، مواكب صوفية).
c.رقص طبقات وفئات معينة (الغوازي، الشركس...). الخ.
3)فن الألعاب الشعبية وتشمل: فروسية، العاب السيف والمبارزة.
4)فنون تشكيلية شعبية:
وتشمل : الأشغال اليدوية، مثل النسيج، الخشب، القشن الفخار، الخزف، الزجاج... الخ.
- الأزياء بأنماطها المتنوعة حسب المناطق.
- الحلي وأدوات الزينة.
- الأثاث والأواني.
- العمران الشعبي.
- الدمى والتعاويذ.
- الوشم.
- الرسوم الجدارية.
التراث الفلسطيني بين الحماية والطمس:
بعد الاستيلاء على الأرض ونهب خيراتها ومعتقداتها عمد الاحتلال بقوة كيانه المفتعل إلى الهجوم على التراث الوطني الفلسطيني المتجذر عميقا في تاريخ الإنسانية، لما يشكل هذا التراث من تهديد لاستمرار وجوده من جهة وكعنصر بقاء نغذي عناصر ثقافة ووجود الفلسطيني فوق أرضه ووطنه، والهدف من ذلك هو القضاء على الانسان الفلسطيني بعد الاستيلاء على أرضه.
ومن أساليب هجوم الاحتلال على التراث الفلسطيني:
1)
خلق عصبيات متنافسة ومتصارعة وإحياء العصبيات التاريخية.
2)الإبقاء على عناصر ثقافية سلبية يجب ان تنقرض.
3)التصدي للوجدان الجمعي وضرب وحدته.
4)القضاء على العناصر التي تؤكد أصالتنا ومكاننا من التاريخ ومن الحضارة.
5)ترويج بعض عناصر التراث الفلسطيني على أنها خاصة به ورثها عبر تاريخه المزعوم( الأزياء المطرزة) .
6)التعدي على الكثير من الأماكن التراثية وبتدميرها أو تحويلها لاماكن خاصة به (أضرحة الأولياء، المزارات، الآثار).
حماية التراث الفلسطيني اصبح ضرورة وطنية بالغة الأهمية لشدة دلالتها على التمسك بالهوية الوطنية، ويؤشر على ذلك بوضوح اتجاه المؤسسات المعنية في السلطة الوطنية سواء أكانت رسمية (كالوزارات والمدارس) أو غير رسمية (كالجمعيات ومراكز التنمية الريفية ومراكز التراث الشعبي) لإحياء المواسم والمناسبات الدينية والشعبية (موسم النبي موسى والنبي صالح) وإقامة المعارض التراثية والمشاركة فيها محليا وعربيا وعالميا وإقامة الدورات المتخصصة بالحرف اليدوية والمشغولات التراثية (التطريز، الزجاج، السيراميك، القش، الخزف). ودورات الفنون الشعبية (الرقص، الغناء، المسرحيات)، ولا تكاد تخلو مدينة أو قرية أو مخيم فلسطيني من هذه الأنشطة والاهتمامات.
من المؤسسات التي تعنى بالتراث:
1) جمعية إنعاش الأسرة/ رام الله.
2) دار الطفل العربي وجمعية الاتحاد النسائي/ القدس.
3) الاتحاد النسائي / بيت لحم.
4) فرقة الفنون الشعبية/ رام الله.
5) متحف التراث/ بيت ساحور.
6) جمعية صوريف الخيرية/ الخليل.
المراجع: د. محمد الجوهري، علم الفلكلور، الأسس النظرية والمنهجية الجزء الأول، ط4، دار المعارف، القاهرة، 1981[size=16].
[/size]